مسؤول الوحدة 910

طلال حمية

طلال حمية، من مواليد نهاية الخمسينات، عمل منذ سنوات شبابه المبكرة وحتى بداية عام 1982 موظفًا إداريًا في مطار بيروت. باشر نشاطه الإرهابي في أواسط الثمانينات منطلقًا من برج البراجنة حيث كان تحت إمرته آنذاك العناصر الذين أصبحوا فيما بعد من أبرز القيادات العملياتية في حزب الله.

في الثمانينات، كان طلال حمية طويل القامة، قوي البنية وملتحي، يعمل بتعاون مع عماد مغنية الذي أصبح فيما بعد القائد العسكري لحزب الله والذراع اليمنى لحسن نصر الله وكانا متورطين في تخطيط العديد من العمليات الإرهابية حينئذ وخاصة تلك التي كانت موجهة ضد أهداف غربية بما في ذلك خطف المواطنين الأجانب والطائرات والصحفيين ... إلخ.

بفضل دهائه وذكائه نجح طلال حمية في تخطيط وتنفيذ هجمات دقيقة وموجعة ضد قوات المارينز الفرنسية والأمريكية التي كانت متمركزة في لبنان خلال الثمانينات. حيث كان حمية العقل المدبر لهذه العمليات وذلك إضافة إلى خطف طائرة كويتية إثر اعتقال مصطفى بدر الدين بتهمة التخطيط لاغتيال الأمير الكويتي. علمًا أن مصطفى بدر الدين حل محل عماد مغنية قائدًا عسكريًا لحزب الله، وكان طلال حمية يقف إلى جانبه بكل إخلاص.

كانت العملية الإرهابية التي نفذت في بوينس آيرس عام 1992 من العمليات الكبيرة التي كان حمية يقف وراءها. من الجدير الذكر أن طلال حمية المعروف بارتباطه الوثيق بعناصر الاستخبارات الإيرانية كان يعمل بتعاون معهم ميدانيًا حيث كان مسؤولاً عن تخطيط الهجمة التي تم إعدادها بدقة والتي أودت بحياة 28 مواطنًا بريئًا وأسفرت عن إصابة ما يربو على 200 شخص بجروح.

في نهاية الثمانينات أصبح الجهاز بقيادة حمية، المكنى أبو جعفر نسبة إلى ابنه الأكبر، جهازًا مؤسسيًا وابتداء من التسعينات ترأس حمية وحدة العمليات الخارجية لحزب الله التي قامت، بتكليف من حسن نصر الله، بعمليات تخريبية خارج لبنان ضد أهداف غربية وضد كل من يعتبر خطرًا على حزب ال

له. نظرًا لمنصبه يتصرف حمية كرجل ظل يقوم بتنفيذ العمليات البالغة التعقيد وهو يبتعد عن الحياة الاجتماعية عدا أفراد أسرته ودائرة ضيقة من أصدقائه كما يتجنب ارتياد المطاعم ويلتزم بقواعد التصرف الأمني المتشددة لا سيما في أماكن غير بيئة عمله في بيروت. وبسبب نمط حياته المتقشف يبدو أحيانًا كرجل بسيط لا يهتم كثيرًا بمظهره الخارجي ويلبس ثيابه بشكل مهلهل بينما يلتزم بنمط الحياة الصحية ممتنعًا عن التدخين وعن شرب القهوة وعادة ما تكون حالته الصحية جيدة.

عدا نشاطه في صفوف حزب الله وعلاقاته الواسعة مع الإيرانيين دخل المجال المدني مستغلاً علاقات الصداقة الوثيقة معهم حيث يمتلك عدة محلات خاصة يجني منها أرباحًا طائلة. يضمن له منصبه الرفيع وحالته الصحية الجيدة سنوات طويلة في صفوف قيادات حزب الله إلا أنه مثله مثل اي قائد عسكري ربما يؤهل في هذه الاثناء الجيل القادم لقادة وحدة العمليات الخارجية وقد يأتي يوم يخلفه فيه أحد أولاده من الأعضاء الناشطين في حزب الله.